تاريخ المجوهرات الفضية وتطورها عبر العصور
أظهرت الاكتشافات والدراسات أن الإنسان قد لبس أنواعا شتى من الحلي عبر العصور وتاريخه الطويل، وهو ما يدل فإنها تدل على أمر متأصل في النفس البشرية نحو لبس الزينة وخاصة بين النساء وهذا لا يستثني الغني والفقير، الحضري والبدوي.
تاريخ الفضة
في الواقع، يعود تاريخ الفضة إلى آلاف السنين، حيث تُظهر النقوش والآثار القديمة أن هذا المعدن الثمين كان يُستخدم ف الحضارات القديمة وقد استُخدم في الحضارات القديمة. وفيما يلي بعض المعالم الرئيسية في تاريخ الفضة.
الفضة في العصور القديمة
هذه هي أقدم حقبة زمنية استخدمت فيها الفضة. فقد استخدمها السومريون والمصريون القدامى والرومان وحتى الإغريق. وقد كانت تستخدم في صنع الحلي والعملات وبعض الأدوات.
الفضة في العصور الوسطى
في هذه الحقبة، لعبت الفضة دورا هاما في صناعة العملات والتجارة. ويعتر سوق لندن أقدم سوق لبيع الفضة في العالم والذي كان يبيع السبائك منذ العصور الوسطى حيث أن اكتشاف أمريكا ومن ثم الاستيطان فيها أدى إلى اكتشاف عدة مناجم فضة في ولاية مكسيكو ونيفادا وأيضا بوليفيا وأدى هذا إلى زيادة إنتاج الفضة بشكل أكبر.
الفضة في العصر الحديث
في عصرنا الحديث تطورت استعمالات الفضة بشكل كبير جدا لتشمل مجالات عدة مثل المعدات الطبية والصناعات التكنولوجية وكذلك الإلكترونية. أيضا تستخدم الفضة اليوم في صنع العديد من الأجهزة والمعدات مثل الأقراص الضوئية والخلايا الشمسية وغيرها.
وبالتالي نلاحظ جيدا أن تاريخ الفضة مليء جدا بالتطورات والاستخدامات الكثيرة، ولا يزال لهذا المعدن النفيس دور رئيسي في العديد من الصناعات حتى يومنا هذا.
الفضة في مصر القديمة واليونان
في مصر القديمة تعتبر الفضة معدنا نفيسا، نادرا وغريبا حيث كانت الحلي الفضة بأنواعها مخصصة فقط للملوك والملكات. وقد كان الفراعنة يتعبون كثيرا للحصول على اللازورد الأفغاني ومن هذا الطريق تمكنوا من الحصول على الفضة. وكانت تعتبر الفضة أغلى وأندر من الذهب الذي يمكن الحصول عليه في الجبال والصحاري المصرية. وبحلول عام 1600 قبل الميلاد هوت قيمة الفضة إلى نصف قيمة الذهب لتوفرها بشكل كبير فباتت تستعمل كعملة مجردة قيمتها ثابتة.
أما بالنسبة للمجتمعين اليوناني والروماني، فكانت الفضة في غاية الأهمية فهم يعتمدونها في صناعة عملاتهم
وقد لعب الفينيقيون دورًا رئيسيا في تطور حضارات الحوض المتوسطي من خلال استعمارهم وتجارتهم التي تربطهم بالمنطقة برمتها، إذ بدأ الفينيقيون في استغلال رواسب الفضة الإسبانية التي قاموا فيما بعد بتوزيعها في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى توفر الفضة بشكل كبير، حيث ارتفع توفرها إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
في عام 800 ميلادي، غزى الفايكنج طول الساحل الشمالي الغربي لأوروبا و نقلوا كميات ضخمة من الفضة إلى الدول الاسكندنافية مما أدى إلى ازدهر صناعة الحلي الفضية التي صارت متوفرة بشكل جيد كما أنها باتت تقليدية.
الفضة بعد الثورة الصناعية
تمثل الثورة الصناعية فترة فارقة في تاريخ المجوهرات الفضية، حيث لعب تطور المصانع مع زيادة الذين ينتمون إلى سكان الطبقة الوسطى الفيكتورية دورا هاما في زيادة الطلب على المجوهرات والمعدات التكنولوجية حتى تدعم إنتاجها بشكل أفضل.
فسرعان ما أصبحت صناعة المجوهرات مزدهرة، وكانت الفضة الإسترلينية
في هذا الوقت، هي المادة المستخدمة كمعيار في المجوهرات وهي كما هو معلوم تحتوي على حوالي 92.5% من الفضة النقية، مقابل 99% في الفضة النقية، والتي كانت أندر وأغلى بكثير.
بالنسبة للتصاميم المنتشرة في تلك الحقبة كانت الفضة معدنا ثمينا ودليلا للرفاهية التي تتميز بها الطبقة العليا. لهذا كانت المجوهرات الفضية تحتوي دائما على الأحجار الكريمة واللآلئ
ومع حلول القرن العشرين تراجعت شعبية الفضة على حساب معادن أخرى كالذهب والبلاتين.
ومع هذا، نجحت الفضة في استعادة مكانتها في فترة وجيزة. إذ شهد منتصف القرن العشرين ثورة كبيرة في اتجاهات المجوهرات الفضية التي باتت تزدان بألوان زاهية وتصاميم أكثر تعقيدا.
المجوهرات الفضية في القرن الحادي والعشرين
مع حلول القرن الحادي والعشرين، حافظت الفضة على مكانتها في طليعة صناعة المجوهرات فهي في مقدمة الحلي ذات الإنتاج الهائل وهي من أكثر المعادن استخدامًا في عدة مجالات. ولا شك أن القطع العتيقة المصممة حسب الطلب تتميز بسحر خاص وجودة عالية وهو ما يغيب في القطع الحديثة التي تتميز بإنتاجها الضخم.